• السلالة الخضرية Vegetative clone
يطلق لفظ السلالة الخضرية على جميع النسل الناتج من نبات واحد فقط عن طريق التكاثر الخضرى وترجع أهمية السلالة الخضرية إلى إمكانية المحافظة على التراكيب الوراثية المرغوبة والتى يمكن اختيارها من بين عشائر مختلفة من النباتات أو من شجرة أو حتى من فروع داخل المجموعة النباتية المتكاثرة خضرياً. هذا فضلاً عن ضمان عدم التغير فى صفاتها جيلاً بعد آخر. كذلك تكمن أهمية السلالة الخضرية فى تماثل أفرداها سواء فى الشكل الظاهرى أو التركيب الوراثى، حيث تتشابه النباتات فى أحجامها ومواعيد أزهارها وأثمارها وطبائع نموها.. إلى غير ذلك من الصفات. وأن أى تغيرات أو اختلافات تظهر على أفراد السلالة الخضرية فيعزى مرجعه إلى التغيرات البيئية فقط وهى وإن حدثت فقليلة.
وهناك العديد من السلالات الخضرية التى ظهرت وانتشرت فى مجال المحاصيل البستانية، وأثبتت تفوقها فى كثير من الصفات التجارية الهامة وأخذت أسماء أصناف خاصة ومعروفة خاصة ومعروفه بها عالمياً. فعلى سبيل المثال صنف الكمثرى بارتلت Bartlett.. نشأ كسلالة فى انجلترا من شتلات كمثرى وظلت محتفظة بصفاتها وذلك عن طريق المداومة على إكثارها خضرياً. كذلك التفاح صنف دليشس Delicious نشأ كسلالة من شجرة تفاح وذلك عندما أخذت براعم منها وتم تطعيمها فنتجت أشجار جديدة ذات تركيب وراثى واحد وبالتالى متشابهة فى جميع صفاتها الظاهرية. وإن جاز ذلك على أشجار الفاكهة المختلفة فانه يطبق كذلك على أبصال الزينة التى يتم إكثارها خضرياً بالأبصال أو الكورمات أو الريزومات أو الدرنات أو حتى نباتات الزينة بالتى يتم إكثارها خضرياً كذلك باستخدام السيقان الجارية أو المدادات أو التراقيد .
o الاختلافات المورفولوجية فى السلالة الخضرية Morphological variabilities in vegetative clone
من المعروف أن الشكل الظاهرى للنبات Phenotype يتحدد تبعاً للتفاعل بين كل من التركيب الوراثى للنبات نفسه والظروف أو العوامل البيئية المحيطة به. وهناك اختلافات قد تحدث بين أفراد السلالة الواحدة، فقد تكون تلك الاختلافات فى الشكل الظاهرى للنباتات كما فى حجم أو شكل الأزهار أو الثمار. كل هذه الاختلافات تعزى لتغير أو تقلب الظروف البيئية. حيث سبق أن أشرنا أن أفراد السلالة الخضرية الواحدة متماثلة من ناحية التركيب الوراثى وعلى سبيل المثال نجد أن شكل ثمار كمثرى صنف بارتلت Bartlett يتغير من الشكل المستدير إلى المستطيل بتغير الظروف المناخية. كما أن بعض النباتات تعطى أوراق مختلفة الأشكال عن الشكل الطبيعى إذا ما نمت هذه النباتات فى الظل عما لو تم نموها فى الشمس المباشرة. وكثيراً من النباتات المائية تنتج أوراقاً مختلفة فى شكلها الظاهرى، إذ أن الأوراق الموجودة على الجزء المغمور من النبات تحت الماء تختلف كثيراً فى مظهرها عن تلك الأوراق الموجودة على الجزء من النبات فوق سطح الماء . كما يمكن ملاحظة ظاهرة اختلاف الشكل المظهرى داخل البستان الواحد، حيث تختلف أشجار نفس الصنف كثيراً أو قليلاً فى مظاهر نموها. هذه الاختلافات ترجع إلى تباين أنواع التربة وكمية الماء المتاح وتأثير الأصل إلى غير ذلك. كما أن اختلاف نمو الأجزاء الخضرية بين مرحلتى الشباب والبلوغ تؤدى إلى حدوث اختلافات مظهرية بالنبات الواحد .
o تدهور السلالة الخضرية Deterioration of clone
من المفروض أن السلالة الخضرية تظل محتفظة بخصائصها جيلاً بعد آخر، طالما وسيلة إكثارها هى الطريقة الخضرية. فنجد على سبيل المثال صنف العنب Sultana موجود منذ أكثر من 2000عام، ولقد أمكن الحصول على الملايين من النباتات من هذا الصنف بوسائل الإكثار الخضرى دون حدوث أية تغيرات فى خصائص هذا الصنف . وبمعنى آخر ظلت السلالة محتفظة بخصائصها ولم تتدهور طوال هذا العمر المديد. غير أن هناك بعض الملاحظات التى يستدل منها على تدهور السلالة الخضرية وضعف نموها وقلة إنتاجيتها، فالاختلاف التى تظهر بين أفراد السلالة الواحدة نتيجة نموها تحت ظروف بيئية غير ملائمة تؤدى إلى تدهور هذه السلالة. فعلى سبيل المثال نجد أن عدم توافر احتياجات البرودة اللازمة أثناء فصل الشتاء لبعض أصناف الفراولة ربما يؤدى إلى نقص ملحوظ فى قوة النمو وكذلك الإنتاجية، على الرغم من أنه لم يحدث أى تغيير فى التركيب الوراثى للسلالة .
كما أن الأمراض المختلفة خاصة الأمراض الفيروسية منها والتى تنتقل أثناء إكثار السلالة خضرياً تلعب دوراً هاماً فى تدهور السلالة. فالسلالات التى تتكاثر خضرياً لفترة طويلة من الزمن يمكن أن تكون عرضة للإصابة بكثير من الأمراض ، وبقاؤها حية يعتمد فى المقام الأول على قدرتها لمقاومة مثل هذه الأمراض .
كما أن التغيرات الوراثية ( كالطفرات) التى تحدث داخل السلالة الواحدة قد تؤدى إلى إنتاج نسل جديد غير مطابق لصنف مما يقلل من قيمة السلالة.
ويمكن تجديد شباب وحيوية السلالة المتدهورة عن طريق زراعة البذرة، حيث ينتج عنها شتلات قوية النمو، خالية من الأمراض، خاصة الفيروسية منها والتى لا تنتقل بسهولة عن طريق البذور، ولكنها سهلة الانتقال عن طرق التكاثر الخضرى، كما أن الشتلات الجديدة الناتجة عن الإكثار البذرى تتميز ببعض الصفات التى قد لا تتواجد بالسلالة الأصلية. ففى حالة الموالح (الحمضيات) تزرع البذور غالباً لإعادة الشباب للسلالة المتدهورة، فنجد أن الشتلات الجديدة تختلف عن نباتات السلالة فى كبر حجم أوراقها وقوة نمو الأفرع وكثرة وجود الأشواك وكلها صفات تميز مرحلة الشباب Juvenile stage التى تتصف بها الشتلات الجديدة .