.
نبات ليفي (يحتوي على ألياف) من فصيلة الخبّازيّات. بزوره أو بذوره مغطّاة ببرعم كثيف أبيض اللون, تُغزل أليافعه و تُنتج منها الثياب. هو اليوم أكثر النباتات الليفيّة أهمية في العالم. و الذي يجعل القطن نباتا عالميا هو سهولة غَزْل أنسجته. إن قوّة ألياف القطن, و قدرتها على الإمتصاص, و قابليّتها للغسل و للصباغة, يجعلها قابلة للإنخراط في صناعات منسوجيّة عدّة كصناعة الأثاث, و الفرش, و الحبال, و الورق, و غيرها...
الزراعة
تجود زراعة القطن في المناطق التي لا يقل فيها متوسط درجة الحرارة عن 25 درجة مئوية, و نظرا لأنه محصول صيفي يُزرع باكرا في الربيع و يستمر في الحقل ناميا حوالي أكثر من ستة أشهر, و لذلك يتحتّم ضبط مواعيد الزراعة لضمان نضجه بصورة كاملة قبل حلول موسم الخريف و إنخفاض درجات الحرارة. يحتاج القطن لكي ينموا جيّدا إلى موسم لا يتخلّله صقيع, بل يجب أن يكون مشمسا و دافئا لمدة متواصلة لا تقل عن ستة أشهر, و تتوافر هذه الظروف عادة في المناخ الإستوائي و الشبه إستوائي. كما يحتاج إلى كميات أمطار تتراوح من (450 - 500) ملم في السنة بحيث يكون توزيعها منتظما خلال موسم النمو. أما في المناطق الجافة و شبه الجافة و التي تسقط أمطارها شتاءا عندئذن يتطلب ري القطن بكميات كافية و بمواعيد مناسبة خلال الموسم لضمان محصول جيّد ( إقرأ طُرُق الري). هناك إجراءات عديدة تُأخذ قبل و بعد زراعة القطن للتحكّم بنمو الأعشاب الضارة كرشّ المبيدات الحشرية . يُحصد القطن يدويّا في بعض المناطق, و يحصد آليّا في مناطق أخرى. يُقطف القطن عند تفتّح المَحَابب ( أي الغلاف الذي يحتوي بداخله على القطن و تسمّى أيضا الجَوز).
عمليات خدمة المحصول
تشمل عمليات خدمة المحصول على كافة العمليات الحقلية التي تجري بعد بزوغ البادرات (النبات في مطلع نموّه) فوق سطح التربة و هي: التخصيل (التفريد), و التسميد, و العزق, و التعشيب, و الري, و التقليم, و مكافحة الآفات, والتي سيتم شرحها مفصلا فيما يلي:
التفريد :
تزال البادرات الزائدة عن العدد المقرر بقاءه في كل حُفرة (نَبتَتَيْن) و ذلك لإعطاء الفرصة الكافية للنباتات الباقية بالنمو و تكوين نباتات جيدة تقاوم الظروف الجوية القاسية. و عادة تجري هذه العملية عندما يتكون في البادرة من (4 - 6) أوراق , و يجب عدم التأخير في إجراء هذه العملية لأن ذلك يؤدي إلى صعوبة قلعها. و يتم أيضا إزالة البادرات الضعيفة و المصابة و قد تجري العملية على مرحلتين و ذلك لتفادي تفشّي الأوبئة في النباتات السليمة. عندما تكون الزراعة نثرا في أثلام (سطور) عندئذن يجب ملاحظة قلع البادرات الزائدة بحيث تكون المسافات بين النباتات الباقية متساوية تقريبا.
التسميد :
لا يخفى ما للأسمدة من أهمية على إنتاجية المحاصيل على إختلاف أنواعها و منها القطن, إلا أنه وجد بأن محصول القطن لا يستنزف اسمدة كثيرة فيما لو أعيدت كافة مخلفاته إلى التربة. و يقوم المزارعين في دول كثيرة بتقطيع النباتات إلى قطع صغيرة و طمرها في التربة بعد إنتهاء عملية الجني.
الري :
عندما يكون الماء هو العامل المحدد للإنتاج كما هو الحال في الأقطار العربية عندئذن لا يكون الهدف تحقيق اعلى انتاج و انما يكون ضمان الاستغلال الامثل للموارد المائية. و يكن أن يتم ذلك عن طريق تقليل مياه الري خلال فترة النمو الحرجة و اعطاء المياه الكافية خلال الفترات الاخرى و سوف يتم تفصيل ذلك فيما يلي:
تتميز ثلاث فترات مهمة عند ري القطن و هذه الفترات هي:
1- الفترة الأولى من النمو (منذ الزراعة حتى التزهير).
2- الفترة الثانية (من التزهير و حتى تكوين الجوز أو المحابب).
3- الفترة الثالثة (من إستعادة النمو الخضري و حتى انتاج الجوز).
(1) الفترة من الزراعة و حتى التزهير:
عندما يُزرع القطن في تربة تكون رطوبتها جيّدة لا توجد حاجة للري و حتى بداية التزهير, إلا أن أي تأخير يحصل في الري بعد هذا التأريخ سوف سؤدي الى حصول نقص كبير في المحصول. و لا يمكن تحديد موعد إعطاء الريّة الأولى على أساس عمر النباتات و انما يتم على اساس حالة الرطوبة في التربة و يعتمد ذلك على عوامل عديدة منها المنطقة, و موعد الزراعة, و الظروف المناخية, و نوع التربة, و حالة المحصول, و كقاعدة عامة لا توجد حاجة لري المحصول من يوم الزراعة حتى موهر التزهير الأول. و تتراوح الفترة اللازمة للقيام بأول ريّة من شهر (في التربة التي تجف بسرعة) إلى شهرين (في النوع المقابل). و لا يجب أن تكون الريّة الأولى كبيرة الكميّة.
أما السقية الثانية فيجب القيام بها عند ظهور البراعم الزهريّة, و يجب توفير المياه اللازمة خلال هذه الفترة لأن أي نقص في الماء سوف يساعد على تساقط البراعم الثمريّة.
(2) الفترة من تزهير حتى ظهور المحابب (الجوز) و نضجه:
يجب كذلك ضبط المياه المتوفرة في التربة خلا هذه الفترة (من المفترض أن يكون فيها الصيف قد حلّ). و نظرا لسرعة التبخر في فترة الصيف ينبغي أن تتراوح الفترة بين الريّة و الأخرى من (12 - 20 يوما).
(3) فترة استعادة النمو الخضري و تكوين الجوز:
يجب أن تتوقف عمليات الري عندما يقارب محصول المحابب من مرحلة النضج.
التقليم:
إن عملية قص قِمم نبات القطن قبل بضع أسابيع من تفتح المحابب يدعى بتقبيم القطن. و يُعتقد نتيجة لأبحاث كثيرة بأن اجراء هذه العملية يؤدي الى اعادة تنظيم نمو النباتات و ذلك بتقليل نسبة النمو الخضري و تشجيع تكوين الأزهار و الجوز و لكن لم يتم التأكد من ذلك حتى الآن.
الآفات الزراعية:
يقود السبب في إصابة نبات القطن ببعض الأمراض كالذبول, و التعفّن, و موت البادرات, إلى أسباب عدّة أهمها عدم تنظيم الري, و تدنّي جودة البذور, و عدم التخلّص من النباتات المصابة عن طريق حرقها. أما الحشرات التي تصيب نبات القطن فهي عديدة و قد تسبب أحيانا إلى تلف المحصول بأكمله. هناك أربع حشرات أساسيات تصيب القطن:
1- دودة جوز القطن الشوكيّة (المرقطة - Spinmy Boll Worm):
تعتبر هذه الحشرة من الحشرات الأكثر ضررا بنبات القطن , و يمكن معرفة وجوج الاصابة بهذه الحشرة عن طريق وجود ثقب على قمّة البادرات, أو وجود ثقب صغير على البرعم الزهري. يجب المبادرة باجراء المكافحات عند او قبل ظهور الحشرة و ذلك للحد من خطورتها على المحصول.
2 - دودة جوز القطن القرنفلية (Pink Bollworm ):
يمكن تشخيص الإصابة بذات الطريقة الواردة في النوع الأول من الحشرات و تُستخدم ذات المواد لمكافحة الحشرة.
3- العنكبوت الأحمر (Red Spider):
يثقب العنكبوت الأحمر النبات لكي يمتص منها العُصارة. يعيش على الجزء السفلي من أوراق القطن, و على البراعم, و ينج عن إمتصاصه للعصارة بقعا بيضاء ضغيرة الحجم تتجمّع لتصبح بقع كبيرة. أما الأضرار التي يسببها العنكبوت الأحمر فهي جفاف الأوراق و تساقطها.
4- المن (Aphids):
ليس للمن لون واحد, فيجب أن تعلم ان المن يمكن أن يكون لونه أخضر فاتح, أو أخضر داكن, أو برتقالي. تتميّز الإصابة بهذه الحشرة بتجعّد الأوراق وبإصفرارها و يعود سبب الإصفرار إلى إمتصاص العصارة.
الجني
تذهب نسبة عالية من تكاليف إنتاج القطن إلى عملية الجني سواء كانت يدوية أو ميكانيكية. عادة تتفتح الجوزات بصورة تدريجية و تستغرق العملية - منذ تفتح أول جوزة و حتى آخر جوزة - من شهرين إلى ثلاثة أشهر و لذلك يجب أن تتم عملية الجني على (2 - 3) دفعات لتفادي سقوط القطن على الأرض و إتساخه.
الة جنى القطن
تأثير درجة الحرارة على الإنبات:
لقد وجد أن أنسب درجة حرارة لإنبات البذور هي (35 درجة مئوية) و تكون عملية بطيئة عندما تنخفض إلى (17 درجة مئوية), أما إذا وصلت إلى (15 درجة مئوية) فعندئذن يتوقف الإنبات تماما. وتعتبر درجات الحرارة التي تتراوح من (24 - 28 درجة مئوية) أفضل الدرجات لنمو البادرات. تساعد درجات الحرارة المنخفضة على إصابة القطن بالتعفّن.
إعداد البذور للزراعة:
يجب زراعة بذور مصدّقة او معتمدة و موصى بها من قبل الدوائر المعنية في وزارة الزراعة. كما يجب ملاحظة العناية التامة بحفظ هذه البذور إلى حين زراعتها. إن العادات المتبعة من قبل الفلاحين هو تنقيع البذور قبل زراعتها لمدة 24 ساعة على الأقل ثم فركها بالرمل لفصل البذور عن الزغب (القشر) الذي يؤخر موعد الإنبات. و أخيرا لا يجب فرك البذور بقوة خشية أن تُكسر.
المسافة الفاصلة بين الأثلام و بين البذور:
يجب أن تتراوح المسافة بين الأثلام (السطور) من (50 - 100 سم) و ذلك لتسهيل عملية التنقل بينها و تعشيبها (نزع الأعشاب الضارة). و يجب أن تكون المسافة بين الحُفر التي تُنثر فيها البذور ضمن الأثلام 50 سم.
معالجة القطن:
عندما يُقطف القطن يُأخذ إلى المِحْلج لكي تبدأ عملية تصنيعه. و يُأخذ به أحيانا إلى آلات للتجفيف حيث تعمل هذه الأخيرة على التقليل من نسبة الرطوبة في القطن و ذلك لتسهيل معالجته. يُنقل بعد ذلك إلى معدّات خاصّة حيث تُنزع منه الشوائب كالغبار مثلا. يُنقل من ثمّ إلى المِحلج حيث تتم عملية فصل النّسال ( أي القطن نفسه ) عن البذور. يُحزم القطن بعدها في رُزم. يدخل القطن في مرحلة اخيرة بعد ذلك و هي مرحلة الغَزْل ( أي تحويله إلى خيوط قابلة للحياكة). هناك آلات مخصّصة لتحويل القطن من ألياف إلى خيوط .
بذور القطن:
في الماضي كانت بذور القطن كناية عن مُعضلة أو لُغر للمغازل, أما في زمننا الحاضر, تُعدّ بذور القطن منتجا نفيسا. تُأخذ البذور إلى المصانع , حيث يُفصل عنها ما بقي ملتصقا من الألياف, في عملية تشبه عملية الغزل. يتم تحطيم البذور بعد ذلك و يُأخذ منها النواة و يُستخرج منها الزيت ( و هو زيت بذور القطن ). تكون المادة المجروشة أو المطحونة التي تبقى - بعد إستخراج الزيت منها - غنيّة باليروتين. أما الألياف المفصولة عن البذور تُستعمل في حَشْو الأثاثات, و في صُنع المِمسَحات, و المنتجات السليلوزيّة كالحرير الصناعي, و دهان الأحذية, مواد تستعمل في الذخائر. أما قشرة البذر, فإنها تستعمل كعَلَف للماشية. و أما الرواسب المتبقّية من عملية تكرير الزيت تُستعمل لأغراض صناعية.
الإنتاج:
تُعدّ كلّ من الولايات المتّحدة, و باكستان, و الهند, و أوزباكستان, والبرازيل, و تركيا, و أوستراليا, و مصر, في مقدّمة الدول المنتجة للقطن.
المصدر: وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي -