البـــــطاطــــس
Potato
Solanum tubersum
Fam.: Solanaceae
الأهمية الإقتصادية
تعتبر البطاطس أحد المحاصيل الغذائية الرئيسية بالعالم حيث تحتل المركز الرابع بعد القمح الذرة والأرز.
كما تعتبر البطاطس الغذاء الرئيسى فى كثير من المناطق وقد يرجع ذلك إلى وفرة غلتها ولرخص إنتاجها ولتعدد الظروف الجوية والأرضية التى تنمو فيها.
ويختلف المصدر الرئيسى لإمداد الإنسان بالطاقة من منطقة إلى أخرى فيعتبر الأرز الغذاء الرئيسى فى منطقة الشرق الأقصى (الصين – الهند – اليابان – باكستان - أندونيسيا). وتعتبر البطاطس الغذاء الأساسى بأوروبا فيستهلك الفرد فى العام من البطاطس 250 كجم ببولندا ، 145 كجم بأيرلندا ، 220 كجم بألمانيا الشرقية ، 88 كجم ببريطانيا ، 47 كجم بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتستخدم البطاطس إستخدام مباشر فى تغذية الإنسان بسلقها أو بقليها أو بإستخدام غير مباشر فى صناعات تحويلية أو بالتغذية على دقيق البطاطس.
تستخدم الدرنات فى بعض البلاد الأوروبية فى تغذية الحيوانات إما مباشرة أو بعد تجفيفها أوتحويلها إلى سيلاج.
الموطن الأصلى
يعتقد أن الموطن الأصلى للبطاطس هو أمريكا الجنوبية حيث وجدت بهذه المناطق أصول برية تتميز بصغر درناتها وبطعمها المر ومقاومتها للأمراض والبكتيرية والفطرية
ثم إنتشرت زراعة البطاطس بعد ذلك من أمريكا الجنوبية ثم إلى أسبانيا وإيطاليا والمانيا عقب الغزو الأسبانى لبيرو فى منتصف القرن السادس عشر ومنها إلى بلاد أوروبا.
دخلت البطاطس إلى مصر فى عهد محمد على فى أواخر القرن التاسع عشر وتم تصديرها بعد ذلك إلى إنجلترا وتوسعت بعد ذلك الدولة فى تصدير البطاطس إلى البلدان المختلفة.
مناطق الزراعة فى العالم
تنتشر زراعة البطاطس على نطاق واسع فى أنحاء العالم حيث الجو البارد الرطب. وتتركز زراعة البطاطس فى المناطق المعتدلة من المنطقة الشمالية المعتدلة ولا سيما بأوروبا وأمريكا. حيث تتركز زراعة البطاطس فى الولايات المتحدة الأمريكية شمال حزام الذرة الشامية أو بالمناطق التى يقل محصولها من القمح.
يمكن زراعة البطاطس بالمناطق الحارة بالمرتفعات على إرتفاع 2000 م من مستوى سطح البحر حيث تبلغ درجة الحرارة أثناء الليل 12 ˚م أو أقل.
ويمكن ترتيب البلاد التى تزرع البطاطس بمساحات كبيرة ترتيباً تنازلياً كما يلى: الإتحاد السوفيتى ، بولندا ، المانيا ، الصين ، الولايات المتحدة الأمريكية ثم هولندا.
وتعتبر هولندا أكبر البلدان إنتاجية للهكتار ويليها سويسرا فأيرلندا ثم بريطانيا. وتقع جمهورية مصر العربية بالمركز السابع عشر للجدارة الإنتاجية.
مناطق الزراعة فى مصر
تنتشر زراعة البطاطس فى مصر على نطاق واسع إذ يزرع منها سنويا حوالى 325 ألف فدان موزعة على ثلاث عروات (صيفية – خريفية – شتوية) للإستهلاك المحلى والتصدير بمتوسط إنتاجية قدره 8.5 طن/فدان.
تنتشر زراعة البطاطس فى محافظات البحيرة والمنوفية ومنطقة النوبارية والدقهلية والغربية والقليوبية فى الوجة البحرى وفى محافظة الجيزة والمنيا فى مصر الوسطى ويندر زراعة البطاطس فى مصر العليا إلا أنه يزرع منها فى مساحات متفرقة.
نمو البطاطس
تمتد حياة النبات بالحقل فترة تتراوح بين 100 : 120 يوم تبعا للأصناف تمر إثنائها بأطوار مختلفة. ويمكن تقسيم فترة حياة نبات البطاطس بمصر إلى ثلاثة مراحل عامة وهى:
1- مرحل المخزن.
2- مرحلة الحقل وقبل ظهور النباتات قوق سطح الأرض.
3- مرحلة الحقل وبعد ظهور النباتات فوق سطح الأرض.
وتتميز هذه المراحل بخصائص معينة وعمليات حيوية ، كما ينشط أثناء كلا منها نمو بعض الأعضاء أكثر من الأعضاء الأخرى ولعل هذه الظواهر التى تبدو أثناء كل من هذه المراحل ما يلى:
1- مرحلة التخزين:
السكون
2- مرحلة الحقل قبل ظهو النباتات فوق سطح الأرض:
- السيادة القمية - نمو النبت
3- مرحلة الحقل بعد ظهور النباتات فوق سطح الأرض:
نمو السوق والأوراق والجذور - وضع الدرنات - تكوين الدرنات
أولاً: مرحلة التخزين:
تقضى الدرنات بعد حصادها جزء من حياتها بالمخازن وذلك لحين زراعتها أو إستهلاكها وتسود ظواهر فسيولوجية أثناء فترة التخزين أهمها السكون ويبدأ والدرنات بالحقل.
وفترة السكون هى عجز البراعم عن النمو تحت الظروف الغير ملائمة أما فترة الراحة فهى فترة عجز الدرنة عن إعطاء النبت تحت الظروف الملائمة.
ويتوقف طول فترة السكون بدرنات البطاطس على كثير من العوامل أهمها: الصنف – طور البلوغ – حجم الدرنة – مكان الزارعة – ظروف التخزين.
ويمكن كسر سكون الدرنات بطرق مختلفة مثل الكسر بوسائل غير كيمائية ويكون ذلك إما بإحداث خربشة القشرة أو بالقطع أو بالتقشير أو بالتخزين فى درجات حرارة مختلفة وقد يستخدم لذلك وسائل كيماوية.
وبعد كسر السكون تبدأ البراعم فى الإستطالة ويشكل ذلك ضررا عند الرغبة فى تسويق البطاطس للإستهلاك ولهذا يضطر المنتج أو التاجر أحياناً لإطالة فترة السكون أو منع التزريع وذلك بتخزين الدرنات فى درجات الحرارة الملائمة (حرارة منخفضة) وقد يستخدم لهذا الغرض بعض المواد الكيماوية مثل مالك هيدرازيد.
ثانياً: مرحلة الحقل قبل ظهور النباتات فوق سطح الأرض:
تزرع الدرنات كاملة أو مجزئة ويحدث بالدرنات تغيرات حيث يتكون النبت وتتكون الجذور وبعض السوق الأرضية قبل ظهور النبات فوق سطح الأرض وتتراوح الفترة من الزراعة حتى ظهور النباتات فوق سطح الأرض من 15 : 30 يوم ويتوقف ذلك على الصنف- حالة التقاوى – عمق الزراعة – درجة الحرارة- نوع الأرض.
وأهم الظواهر فى هذه المرحلة:
أ- السيادة القمية:
يقصد بالسيادة القمية سيادة البرعم عند القمة على البراعم الأخرى وإذا كسر هذا البرعم السائد فأن البراعم الأخرى تستأنف النمو. وتؤدى السيادة القمية إلى المنع الكلى أو الجزئى لنمو البراعم الإبطية وقد تؤدى إلى نمو البراعم الإبطية أفقياً بدلا من النمو الرأسى ويمكن كسر السيادة القمية بمعاملة الدرنات بالمواد المانعة وكذلك بقطع الدرنات والتخزين فى درجات حرارة مرتفعة أو بإزالة النبت من أعلى التربة.
ب- نمو النبت:
يحدث تزرع الدرنات بعد كسر السكون وينمو النبت على الدرنات معتمداً على المواد الغذائية المخزنة بالدرنة ويتكون النبت أساساً على الدرنات من البرعم الطرفى وبراعم الأعين القريبة منه بينما تقف براعم أعين كثيرة عاجزة عن إعطاء النبت.
ويؤثر على سرعة نمو النبت كثير من العوامل أهمها.
الصنف- درجة الحرارة – درجة الرطوبة- درجة التعرض للضوء.
ثالثاً: مرحلة الحقل بعد ظهور النباتات فوق سطح الأرض:
تمتد هذه المرحلة نحو 80 : 100 يوما وتبدأ بظهور النباتات فوق سطح الأرض وتنتهى بالتقليع.
وتقسم هذه المرحلة إلى ثلاثة أطوار هامة هى:
أ- طور تكوين السوق الأرضية:
تبدأ السوق الأرضية فى الظهور بعد نحو 7: 10 أيام من بدأ ظهور النباتات فوق سطح الأرض ويعتبر الساق الأرضى ساقاً أو فرعاً جانبياً يمتد تحت سطح الأرض ويتوقف عدد السوق الأرضية للنبات على كثير من العوامل وأهمها الصنف – طول النبت – طول النهار .
ب- طور وضع الدرنات:
يبدأ طور وضع الدرنات إبتداء من بداية الإسبوع السابع حتى نهاية الإسبوع الثامن من الزراعة. والدرنات عبارة عن إنتفاخات فى نهاية الريزومات وقد تتكون على السوق الهوائية قريبة من سطح الأرض وتكون صغيرة وخضراء فى هذه الحالة.
جـ- طور تكوين الدرنات:
يمتد طور تكوين الدرنات إبتداء من نهاية وضع الدرنات حتى تقطيع المحصول أو موت المجموع الخضرى. ويمكن تقسيم هذه الفترة إلى جزئين:
الجزء الأول: تقوم النباتات ببناء الجذور والسوق والدرنات وتزداد أوزان المجموع الخضرى كما تزداد أوزان السوق الأرضية نتيجة زيادة أعددها وإزدياد وزن كلا منها ويقل وزن المجموع الهوائى .
الجزء الثانى: فيزداد المواد الغذائية المنتقلة إلى الدرنات وموت الأنسجة النباتية لإعضاء المجموع الهوائى فى طور الشيخوخة.
ويتفاوت طول فترة تكوين الدرنات بإختلاف الأصناف وطول النهار – درجة الحرارة- رطوبة الأرض.
الأصناف
يمكن تقسيم أصناف البطاطس المنزرع فى مصر حالياً إلى أربع مجموعات :
أ- مجموعة الأصناف مبكرة النضج ومنها:
يارلا :
يحتاج إلى حوالى 85 : 90 يوماً لنضج الدرنات ويجود فى معظم المناطق فى كلا من العروتين ومحصوله جيد ودرناته تلائم السوق المحلى
كلوديا:
يحتاج إلى 90 : 100 يوم لتمام النضج ويمكن زراعته فى العروة النيلية فى ميعاد مبكر (أغسطس) فى بعض مراكز البحيرة ودرناته تتحمل التخزين بالنوالات.
موناليزا:
صنف مبكلا – الدرنات كبيرة بيضاوية طويلة إلى كلوية الشكل – لون الدرنات الخاجى أصفر والداخلى أصفر باهت – ناعمة الملمس – عيونها سطحية – صنف تصديرى.
ب – أصناف نصف مبكرة:
أسبونتا:
الدرنات كبيرة وطويلة ومقوسة قليلاً ومدببة إلى حد ما من قمتها ناعمة الملمس لونها الخارجى أصفر باهت والداخلى أصفر فاتح والبراعم سطحية جداً.
كينج ادوارد:
ينضج بعد 105 :110 يوم إما إذا زرع لغرض التصدير لأوربا يلزمه حوالى 90 يوم يتحمل التقطيع عند االزراعة والنباتات لا تتحمل درجة الحرارة المرتفعة.
إياكس:
يحتاج إلى حوالى 110 يوم يجود فى معظم مناطق الإنتاج فى الوجه البحرى درناته تصلح للسوق المحلى والتصدير للدول العربية.
جراتا:
ينضج بعد 105 : 110 يوم تجود زراعته فى الوجه البحرى فى العروتين والنباتات لا تتحمل درجة الحرارة المرتفعة – الدرنات تتحمل التقطيع عند الزراعة ويمكن تصديره إلى أسواق ألمانيا الغربية.
ميركا:
صنف متوسط التبكير – تجود زراعته فى معظم محافظات الوجه البحرى فى كلا العروتين.
ج- أصناف نصف متأخرة النضج:
ديزيريه:
يلزم حوالى 110 : 115 يوم يجود فى جميع مناطق الإنتاج فى كل من العروتين وخاصة النيلى يتحمل التخزين فى النوالات.
مارا:
ينضج بعد حوالى 115 يوم أما إذا زرع للتصدير إلى أسواق \انجليزية بلزمه حوالى 95 : 100 يوم.
دايمونت:
يحتاج إلى 110 : 115 يوم لتمام النضج يتحمل التخزين فى النوالات يصلح للسوق المحلى والتصدير للدول العربيةٍ.
نيكولا:
الدرنات بيضاوية طويلة – لونها الخارجى والداخلى أصفر – ناعمة الملمس – العيون سطحية.
بيكاسو:
الدرنات بيضاوية كبيرة – لونها الخارجى أصفر به بقع حمراء والداخلى أصفر باهت – خشنة الملمس – عيونها سطحية.
د- أصناف متأخرة النضج:
1-ألفا:
تحتاج إلى حوالى 120 يوم يتحمل التخزين بالنوالات فى جميع مناطق الإنتاج المحصول مرتفع مقبول فى السوق المحلى والغربى.
كوزيما:
يلزمه حوالى 120 يوم يتحمل التقطيع والتخزين فى النوالات.
فان جوخ:
الدرنات بيضاوية – لونها الخارجى أصفر والداخلى أصفر باهت – خشنة الملمس – عيونها سطحية إلى متوسطة التعمق.
الإحتياجات البيئية
أ- الإحتياجات الجوية:
تحتاج نباتات البطاطس لنموها ظروفا جوية خاصة وتعتبر الحرارة والإضاءة أهم العوامل الجوية التى تلعب دورا فى توزيع البطاطس بالعالم.
الحرارة:
تعتبر البطاطس من النباتات التى يناسبها الجو المعتدل فهى لا تتحمل الصقيع ولا تنموجيداً فى الجو شديد البرودة أو الحرارة.
تؤثر درجة الحرارة تأثيرا بالغا على نمو نباتات البطاطس فى المراحل المختلفة من حياتها. حيث يلائم البطاطس درجات حرارة مرتفعة نوعاً (15-25 ˚م) فى الأطوار الأولى من حياتها لفترة تمتد لنحو ستة أسابيع حتى تظهر النباتات فوق سطح الأرض بسرعة ويزداد عدد الأوراق وسرعة التمثيل الذى قد يصل أقصى حد له 18-20 ˚م.
ويلائم النبات فى الأطوار المتقدمة من حياه النبات درجات الحرارة المنخفضة بين 15-18 ˚م.
ويلاحظ أن درجة الحرارة أثناء الليل ذات شأن هام فى تحديد كمية المحصول إذ تكون النباتات درنات إذا كانت درحة الحرارة أثناء الليل 23 ˚م أو أكثر وتزداد كمية المحصول بإنخفاض درجة الحرارة أثناء الليل عن 20 ˚م وتتراوح درجة الحرارة الملائمة أثناء الليل بين 10-40 ˚م.
الإضاءة:
عموماً زيادة طول النهار تؤدى إلى زيادة قوة النمو الخضرى وعدد الأوراق ووزن الأوراق والسوق كما يؤخر وضع الدرنات ويزيد عددها وزيادة طول فترة حياة النبات.
ويحتاج نبات البطاطس فى بداية حياته إلى نهار طويل نسبياً ونهار قصير نسبياً فى النصف الثانى من حياته أثناء تكوين الدرنات. حيث تعمل الفترة الضوئية القصيرة على تحفيز وضع الدرنات وتساعد الحرارة المنخفضة على زيادة حجم الدرنات وكمية المحصول.
يؤدى إرتفاع شدة الإضاءة إلى زيادة كمية المادة الجافة التى تصنعها النباتات لزيادة سرعة التمثيل الضوئى وبالتالى زيادة كمية المحصول.
ويمكن تحديد مواعيد الزراعة المناسبة لنبات البطاطس فى المناطق لمختلفة بمصر على ضوء الإحتياجات الحرارية ودرجة الحرارة أثناء الليل الملائمة لإنتاج الدرنات .
ب- الإحتياجات الأرضية:
يلائم البطاطس الأراضى الصفراء الخفيفة أو الثقيلة الخصبة المعدنية بشرط توافر الرطوبة والرى والصرف (أراضى الجزائر). والأراضى الرملية غير ملائمة لإنتاج البطاطس لعدم إحتفاظها للماء وإنخفاض محتواها فى العناصر الغذائية وسهولة فقد العناصر مع ماء الرشح. ويلاحظ إرتفاع نسبة الإصابة بالجرب فى الأراضى الرملية الخفيفة عن الثقيلة لصغر أحجام الدرنات الناتجة ورداءة لونها وتشوه شكلها. وتختلف أصناف البطاطس فيما بينها فى تحملها للأراضى مختلفة القوام فهناك أصناف تنجح زراعتها فى الأراضى الثقيلة بدرجة أكبر من غيرها وهناك أصناف لا تجود زراعتها فى الأراضى الخفيفة.
يفضل إنتاج محصول البطاطس فى أرض رقم حموضتها 5.2 للحصول عل محصول جيد من حيث الكمية مع ندرة الإصابة بمرض الجرب ويرجع نقص الإصابة بمرض الجرب بالأراضى الحامضية إلى إرتفاع تركيز المنجنيز الذائب.
تعتبر نباتات البطاطس من النباتات الضعيفة التحمل للملوحة إذ تتحمل النباتات الملوحة حتى 3.4 ملليموز ويؤدى إرتفاع الملوحة إلى ضعف النمو الخضرى صغر حجم الدرنات.